الخليج الآن / أخبار قطر

قطر الان | خبراء واستشاريون لـ "الشرق": طلاق كبار السن يخلف عواقب اجتماعية خطيرة | الخليج الان

  • 1/2
  • 2/2

يأتيكم هذا الخبر برعاية موقع الخليج الان محليات

28

نتيجة التراكمات والصمت الزوجي..
15 يونيو 2025 , 07:00ص
alsharq

الروابط الهشة تؤدي إلى الانفصال المتأخر

Big Offers For Labtops عروض مميزة على اللاب توب

❖ غنوة العلواني

في الآونة الأخيرة، بدأ الطلاق بين كبار السن يظهر بشكل متزايد بعد سنوات طويلة من الزواج، مما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب التي قد تدفع الرجل والمرأة إلى اتخاذ هذا القرار بعد مرور سنوات طويلة من العيش المشترك. لماذا قد يختار الأزواج إنهاء حياتهم الزوجية بعد أن أتموا مسؤولياتهم الأسرية، وأوصلوا أبناءهم إلى بر الأمان؟ هل هو قرار ناتج عن تراكمات سنوات طويلة أم أن هناك أسبابًا أخرى قد تدفع إلى هذا التحول المفاجئ في العلاقة؟.

«الشرق» طرحت هذه الأسئلة على عدد من المستشارين والمتخصصين، الذين أكدوا أن قرار الطلاق بين كبار السن قد يكون نتيجة لعدة عوامل، أبرزها تراكم الخلافات التي لم يتم حلها على مر السنين، بالإضافة إلى تأثيرات قد تكون خارجة عن إرادة الزوجين. وأشاروا إلى أن الزواج الذي يستمر لسنوات طويلة قد يتحول مع الوقت إلى مجرد علاقة صداقة أو عادة، ما يجعل الروابط الزوجية أكثر هشاشة ويؤدي في بعض الأحيان إلى الانفصال المتأخر.

كما أشار المتخصصون إلى أن صمت الزوجين وتراجع التواصل بينهما يمكن أن يكون بداية النهاية للعلاقة الزوجية، حيث إن العيش معًا لسنوات طويلة قد يؤدي إلى حالة من الرتابة والتعود. في بعض الأحيان، قد يكون الزوجان قد تأقلما مع الوضع القائم حتى يصلا إلى مرحلة يشعران فيها أن العلاقة لم تعد تلبي احتياجاتهما العاطفية أو النفسية. وعند هذه النقطة، يصبح الطلاق بمثابة خطوة لبدء حياة جديدة بعيدًا عن الضغوطات المستمرة التي تراكمت على مر السنين. ورغم أن الطلاق بين كبار السن قد يواجه رفضًا اجتماعيًا، إلا أن الخبراء يرون أنه في بعض الحالات يمكن أن يكون حلاً لصالح الطرفين، خاصة إذا كانت العلاقة قد أصبحت مرهقة لهما.

- د. بتول خليفة: أسباب قاهرة تؤدي إلى «الطلاق الرمادي»

ترى الدكتورة بتول خليفة، أستاذ الصحة النفسية المشارك في جامعة قطر، أن سنوات طويلة من المودة والرحمة قد تنتهي بالطلاق أو الانفصال، وقد يأتي هذا القرار في وقت متأخر بعد أن أمضى الزوجان معًا أكثر من 25 عامًا، أو ربما بعد أن يتجاوز أحدهما سن الـ65. وتضيف د. خليفة أن طلاق كبار السن يُعد من القضايا الشائكة التي لها العديد من المسببات، حيث لا يكون من السهل على الزوجين اتخاذ قرار إنهاء حياتهما الزوجية بعد سنوات طويلة قضياها معًا إلا إذا كانت الأسباب قاهرة تحول دون الاستمتاع بالحياة بشكل طبيعي.

وتحدثت د. خليفة عن مؤسسة الزواج والأسباب التي قد تؤدي إلى انهيارها، خاصة في مرحلة العمر المتقدم. وقالت: «قد يأتي الطلاق بعد أن يكون الزوجان قد بلغا الستين وقاما بتربية الأبناء وأتمَّا التزاماتهما الأسرية تجاههم. وهنا يظهر الصمت الزوجي كأحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى انهيار العلاقة، حيث يلجأ كل طرف إلى الانغلاق على نفسه، متابعًا وسائل التواصل الاجتماعي أو الاكتفاء بحياته الخاصة. ربما يكون لكل منهما غرفته الخاصة بعيدًا عن الآخر، وفي هذه الحالة قد تشعر الزوجة بأن الفتور في العلاقة لا يمكن تحمله، فتلجأ إلى الطلاق». وأضافت أن هناك حالات أخرى حيث قد يكون أحد الطرفين قد قرر الطلاق منذ وقت طويل، لكن تم تأجيل القرار بسبب الأبناء وحرصًا على صحتهم النفسية، حيث إن تداعيات الطلاق على الأطفال قد تكون أقوى بكثير من تأثيرها على الشباب.

كما تحدثت د. خليفة عن «الطلاق الرمادي»، وهو أحد أصعب أنواع الطلاق، حيث يعيش الزوجان في نفس المنزل، لكن كل واحد منهما يعيش حياة مستقلة وكأنهما غرباء. وأكدت أن هذه الحالة تحتاج إلى علاج لإعادة الحياة إلى مؤسسة الزواج بالطريقة الصحيحة.

- د. فائزة أحمد علي: الملل الزوجي وفقدان السيطرة من الأسباب

أكدت الدكتورة فائزة أحمد علي، الأستاذة بكلية التربية في جامعة قطر، أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى طلاق كبار السن، ومن أبرزها التراكمات التي عاشها الزوجان طوال سنوات زواجهما، حيث يبلغان مرحلة عمرية يصعب فيها الاستمرار في العلاقة. وأضافت د. فائزة أن طلاق كبار السن أو المتزوجين لفترة طويلة تتجاوز الـ30 عامًا أصبح ظاهرة منتشرة في العديد من المجتمعات، حيث نجد الزوجين يزوجان أبناءهما ثم يقرران الانفصال والعيش بعيدًا عن بعضهما البعض.

وأوضحت د. فائزة أن قرار الانفصال في الغالب يكون بيد الزوج، باعتباره صاحب السلطة والنفوذ في المنزل. وعندما يتخذ الرجل هذا القرار، فإنه يكون مدفوعًا بعدة مسببات، منها شعوره بعدم قدرته على فرض سلطته على أفراد أسرته أو تراجع قدراته وإمكاناته. كما قد يكون الطلاق ناتجًا عن رغبة الرجل في التعدد، حيث يبحث عن زوجة أخرى بعد أن يشعر بالملل من الحياة الزوجية الحالية، خاصة بعد سنوات طويلة من الزواج.

Big Offers For Labtops عروض مميزة على اللاب توب

وتابعت د. فائزة أن الاختلاف في القدرات المادية، سواء للأفضل أو للأسوأ، قد يؤثر أيضًا على قرارات الرجل، مما يدفعه إلى اتخاذ خطوة الطلاق. كما أشارت إلى أن فقدان السلطة من يد الرجل يعد من أكثر المشكلات التي تؤثر سلبًا على حياته، مما يدفعه في بعض الأحيان إلى اتخاذ قرار الطلاق لإعادة بناء ثقته في نفسه.

- نورة المناعي: طلاق كبار السن غير مقبول اجتماعياً

قالت السيدة نورة المناعي، خبيرة ومستشارة أسرية ونفسية، إن الطلاق غالبًا ما يحدث في السنوات الأولى من الزواج، ولكن عندما يعيش الزوجان معًا لأكثر من 30 عامًا، ثم يقرران الانفصال، فإن هذا الموضوع يحتاج إلى وقفة جدية. وأضافت أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى الطلاق المتأخر، أبرزها «الصمت الزوجي»، حيث قد يصاب الزوجان بالصمت، ويصبح البيت مجرد مكان للإقامة، فيعيش كل منهما حياة منعزلة عن الآخر. وهذا التباعد يؤدي في النهاية إلى اتخاذ أحد الطرفين قرار الطلاق.

كما تابعت السيدة المناعي أن هذه القرارات غالبًا ما تكون نتيجة تراكمات استمرت لسنوات طويلة، كان قد يتجنبها أحد الزوجين من أجل الأبناء وللحفاظ على استقرار الأسرة. ولكن بعد أن يكبر الأبناء ويتزوجوا، قد يظهر القرار الحاسم لإنهاء علاقة استمرت أكثر من 50 عامًا.

وأشارت السيدة المناعي إلى أن الطلاق بين كبار السن أو الطلاق المتأخر له عواقب خطيرة على الأبناء والأحفاد، حيث قد يعاني أحد الزوجين من أزمات نفسية نتيجة ابتعاد الشريك عنه بعد سنوات طويلة من التعايش معه، حتى وإن كانت العلاقة مليئة بالخلافات وعدم الاستقرار.

وأكدت أن الزواج قائم على المودة والرحمة بين الزوجين، وإذا افتقد هذان العنصران، فإن الحياة الزوجية قد تتعرض للانهيار. لذلك، يجب على الزوجين أن يتشاركا في اتخاذ القرارات ويسعيا جاهدين للحفاظ على حياتهما الأسرية وتقبّل الآخر بكل سلبياته. وأوضحت أن طلاق كبار السن قد لا يكون مقبولًا اجتماعيًا، لكن في بعض الحالات قد يكون علاجًا فعالًا للمشكلات المستعصية التي استمرت لسنوات طويلة.

- وفاء الصفار: الانفصال نتيجة التراكمات والصمت الزوجي

أكدت السيدة وفاء الصفار أن الحياة الأسرية قد تتعرض للعديد من الأزمات في مراحل عمرية مختلفة، إلا أن أحد الزوجين قد يلجأ لتقديم التنازلات من أجل الأبناء والحفاظ على استقرارهم النفسي. ومع مرور الوقت، قد يصل الزوجان إلى مرحلة يصبح فيها من الصعب تقبل الآخر، فتتفجر المشكلات الأسرية. وفي هذه الحالة، قد يختار أحد الزوجين الطريق الأسهل والأكثر راحة، وهو الانفصال، ليعيش ما تبقى من حياته بعيدًا عن شريك حياته.

وأضافت السيدة الصفار أن التراكمات العاطفية تعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق بين كبار السن، إلى جانب الصمت والتجاهل الذي قد يحدث بين الزوجين، وكذلك التغيرات الهرمونية التي تصيبهم في مرحلة عمرية معينة. جميع هذه العوامل تساهم في إحداث شرخ في العلاقة الزوجية، مما يؤدي في بعض الحالات إلى الانفصال.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

شكرا لمتابعينا قراءة خبر قطر الان | خبراء واستشاريون لـ "الشرق": طلاق كبار السن يخلف عواقب اجتماعية خطيرة | الخليج الان في الخليج الآن ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري الشرق ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر الخليج الآن وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي الشرق مع اطيب التحيات.

قد تقرأ أيضا