وأوضح حمود بن مرداد الشبيبي المتحدث الرسمي لوزارة التنمية الاجتماعية، أن تدشين المنصة يأتي في إطار توحيد الجهود التطوعية في سلطنة عُمان واستقطاب المتطوعين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، عبر منصة ذكية تسهّل عمليات التسجيل والمشاركة والوصول إلى المبادرات.

وأضاف الشبيبي: "تتيح المنصة للمتطوعين إدخال بياناتهم ومهاراتهم، بينما يمكن للجهات المعنية اعتماد مبادراتها التطوعية من قبل الوزارة ونشرها في المنصة، ليتمكن المتطوعون من الانضمام إليها بسهولة، مع ضمان إدارتها وتسويقها بطريقة فعّالة".

وأكد أن كل متطوع سينال شهادة تطوعية وساعات معتمدة تُضاف إلى ملفه الإلكتروني داخل المنصة، بما يعزز من قيمة جهوده المجتمعية ويُسهم في ربطه بالفرص المناسبة بحسب تخصصه ومهاراته.

وتطمح المنصة إلى استقطاب الكفاءات في مختلف المجالات مثل الأطباء، المهندسين، المعلمين وغيرهم من ذوي التخصصات، لتقديم خبراتهم ومهاراتهم في مشروعات تطوعية تلبي احتياجات المجتمع.

وتهدف "أيادي" أيضًا إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة للعمل التطوعي، وتوفير إحصاءات دقيقة تساعد في قياس الأثر الاجتماعي وتعزيز ثقافة التطوع لدى مختلف شرائح المجتمع، وصولًا إلى بناء مجتمع متكاتف ومُمكّن يشارك بفاعلية في التنمية الوطنية.

وفي هذا السياق، صرّح ذياب بن صالح المسكري الرئيس التنفيذي لشركة الحوسني العالمية، بأن فكرة المنصة جاءت استجابة لحاجة واضحة لدى القطاعين العام والخاص لتنظيم المبادرات التطوعية وتوحيدها تحت مظلة وطنية. وأضاف:"نفذنا هذه المنصة كجزء من مسؤوليتنا الاجتماعية، بهدف تنظيم العمل التطوعي بين كافة الجهات، من مؤسسات حكومية وخاصة، ومؤسسات مجتمع مدني، إلى جانب المتطوعين الأفراد".

وأشار المسكري إلى أن "أيادي" ستسهم في تعزيز الإقبال على العمل التطوعي خلال المرحلة المقبلة، نظرًا لما توفره من مزايا مهمة، أبرزها احتساب عدد ساعات التطوع، وتمكين المتطوعين من الاطلاع على المبادرات المتاحة بحسب اهتماماتهم ومهاراتهم، إلى جانب توفير بيانات دقيقة تساعد في قياس مؤشرات العمل التطوعي على مستوى سلطنة عُمان، مما يعزز فرص إدراج سلطنة عُمان ضمن مؤشرات التطوع العالمية.

ثلاث مبادرات تطوعية

شهد حفل تدشين منصة "أيادي" إطلاق أول ثلاث مبادرات تطوعية وطنية، لتكون باكورة الأعمال التي تحتضنها المنصة، وتعبّر عن تنوع مجالات العمل التطوعي واستيعابها لاحتياجات المجتمع والبيئة.

فقد أعلنت شركة ميناء صحار والمنطقة الحرة عن مبادرتها البيئية "بحرنا مسؤوليتنا"، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية للحفاظ على البيئة الساحلية، عبر تنظيم حملات تنظيف في شواطئ مجيس وصحار، بمشاركة مستهدفة تصل إلى 200 متطوع.

كما أطلقت الجمعية العُمانية للتصميم مبادرتها "أسبوع عُمان للتصميم"، وهي مبادرة تطوعية وطنية تُعنى بتمكين الشباب العُماني للمشاركة في تنظيم حدث سنوي يحتفي بالتصميم والإبداع ويعزز الهُوية الثقافية لسلطنة عُمان، ويشارك فيها نحو 10 متطوعين.

أما فريق صلالة التطوعي، فأطلق مبادرة "سواعد الخير"، وهي مبادرة بيئية ومجتمعية تستهدف تحسين البيئة المعيشية للسكان في المناطق الجبلية الوعرة بمحافظة ظفار، من خلال فتح الطرق والمسارات الجبلية، وتنظيف مجاري المياه والعيون الطبيعية، بمشاركة حوالي 30 متطوعًا.

وتعمل منصة "أيادي" عبر موقعها الإلكتروني [www.ayadi.om](http://www.ayadi.om) على جمع كافة المبادرات التطوعية تحت مظلة رقمية موحدة، تشمل الفرق التطوعية، والجمعيات الأهلية، والمؤسسات الحكومية والخاصة، والأفراد المتطوعين. كما تتيح المنصة فرصًا تطوعية في مجالات متنوعة مثل الصحة، التعليم، البيئة، والإغاثة، مما يسهم في بناء قاعدة بيانات دقيقة حول العمل التطوعي في سلطنة عُمان، وتوحيد الجهود المجتمعية بكفاءة عالية، وصناعة جيل واعٍ بقيمة العطاء والعمل الجماعي.

وتوفر منصة "أيادي" تجربة رقمية سهلة ومرنة، صُممت خصيصًا لتلبية احتياجات جميع المستخدمين من أفراد ومؤسسات، حيث يمكن تحميل التطبيق الإلكتروني للمنصة عبر متجري "أبل ستور" (iOS) و"جوجل بلاي"، مما يتيح الوصول السريع والمباشر إلى مختلف الخدمات التطوعية.

ويستطيع المتطوع من خلال المنصة إنشاء ملف شخصي يعكس مهاراته واهتماماته، والمشاركة في الفرص التطوعية المتاحة وفق تخصصه، والحصول على شهادات تطوعية موثقة تُحتسب فيها ساعات التطوع والمبادرات التي شارك بها، إلى جانب فرص التدريب والتأهيل، وبناء شبكة علاقات مع مؤسسات متنوعة في المجتمع.

وفي المقابل، تمنح المنصة المؤسسات القدرة على طرح مبادراتها التطوعية، وتنظيم العلاقة بينها وبين المتطوعين، مع إمكانية تتبع الساعات التطوعية، واختيار المتطوعين الأنسب، بناءً على مهاراتهم وخبراتهم، بالإضافة إلى إصدار تقارير دورية تساعد في تقييم الأداء وتطوير المبادرات.

وجاء تطوير منصة "أيادي" استجابة لتطلعات المجتمع العُماني، الذي ساهم بفعالية في بناء هذا المشروع الوطني من خلال مشاركاته الإلكترونية ومقترحاته التي تم جمعها خلال مراحل تطوير المنصة، ما مكّن من بلورة بيئة تقنية متكاملة تُنظم العمل التطوعي وتُيسر سبل المشاركة فيه، بما يتماشى مع الطموحات الوطنية نحو عمل تطوعي منظم، فاعل، ومستدام.