بعدها تراجع مسؤول عسكري إسرائيلي عن الإعلان، موضحا لوكالات أنباء دولية أنه «كان من الخطأ القول إن إسرائيل ضربت محطة بوشهر»، وأضاف: «قصفنا مواقع نووية في نطنز وأصفهان وأراك».

ونفى دبلوماسي إيراني، لـ «رويترز»، إصابة محطة بوشهر النووية بقصف إسرائيلي، مبيناً أن مزاعم إسرائيل «حرب نفسية».

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للصحافيين خلال مؤتمر اقتصادي في سانت بطرسبرغ، أمس الأول، إن إسرائيل «وافقت على ضمان سلامة» الروس العاملين في بوشهر، مضيفاً: «نتحدث عن أكثر من 200 شخص»، في إشارة إلى المهندسين الروس الذين يساعدون إيران في بناء مفاعلين جديدين بالمحطة، وتابع: «اتفقنا مع القيادة الإسرائيلية على ضمان أمنهم»، وأكد أن موسكو لن تغادر وتترك المحطة.

وتعمل محطة بوشهر النووية تحت الرقابة الكاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومنذ بدء العمل في بوشهر تؤمن روسيا اليورانيوم المخصب لتشغيل المحطة، كما تتولى نقل الوقود شديد التلف إلى أراضيها، حيث تقوم بمعالجته بعد أن «يبرّد» لمدة 10 سنوات في بوشهر، بموجب اتفاق خاص بين البلدين.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن محطة بوشهر النووية، الواقعة جنوب إيران على سواحل الخليج، لم تتعرض لأي ضربات إسرائيلية على عكس مواقع أخرى، مثل نطنز وأصفهان النووي وفي كرج وطهران.

وأشارت تقارير إلى أن وجود الروس في بوشهر، وقرب المسافة بين المحطة ودول الخليج العربية، وخطر تلوث مياه الخليج التي تعتمد عليها دول مجلس التعاون لتحلية المياه، قد تجعل من بوشهر خطاً أحمر، وتضع قيوداً على إمكانية أن تستهدفها إسرائيل.

وحذر المدير العام لمؤسسة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة الذرية أليكسي ليخاتشوف في سان بطرسبرغ من استهداف بوشهر، وقال إن الهجوم على المحطة يمكن أن يتسبب في وقوع حادث مماثل لكارثة تشيرنوبل عام 1986.

وأضاف ليخاتشوف أنه لا يوجد سبب لنقل الخبراء الروس في بوشهر إلى مكان آمن، ولكن تم ترحيل بعضهم من إيران، ودعا السلطات الإسرائيلية إلى «تجنب أي تلميح أو عمل قد يؤدي إلى ضرب المحطة».

وأكد نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميخائيل تشوداكوف، في وقت سابق، أن ضرب المحطات الذرية الإيرانية قد يتسبب في تلوث إشعاعي أقوى من أثر انفجار نووي.