في المقابل، أطلق سراح 369 فلسطينياً من سجنَي كتسيعوت في النقب، وعوفر العسكري بالضفة.

وفي تصرُّف عنصري أثارت سخطاً واسعاً، أجبرت تل أبيب الأسرى المفرج عنهم على ارتداء ملابس عليها شعار «نجمة داود»، وكُتب عليها بالعربية: «لن ننسى ولن نغفر».

مهلة ترامب

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أجبر «حماس» على التراجع أمام تهديده بتحويل غزة إلى جحيم حقيقي، مؤكداً أنها تصرفت عكس بيانها، وأطلقت سراح المحتجزين، وبينهم مواطن أميركي.

وقال ترامب: «على إسرائيل الآن اتخاذ قرار بشأن ما ستفعله بحلول الساعة 12 ظهراً»، وهو الموعد النهائي الذي حدّده للإفراج عن جميع الرهائن، مضيفاً: «أميركا ستدعم القرار الذي ستتخذه».

وأرجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فضل الإفراج عن الرهائن لترامب، مؤكداً أنه يعمل مع إدارته لإخراج كل الرهائن «الأحياء منهم والقتلى بأسرع ما يمكن».

وشدّدت حركة حماس على أن إطلاق سراح «الدفعة السادسة من أسرى العدو، تأكيد لأنه لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات، وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار»، وأكدت أنها حصلت على ضمانات لإلزام الاحتلال بالاتفاق.

وقبل إجراء نتنياهو مشاورات مع قادة الأمن لبحث مهلة ترامب لإطلاق جميع الرهائن، أعلن رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، أمس إعداد «خطط للهجوم ستدخل حيّز التنفيذ صباح الأحد».

المرحلة الثانية والخطة المصرية

وفيما يخيّم غموض على مستقبل الاتفاق، خصوصاً أن مفاوضات مرحلته الثانية التي يُفترض أن تشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب، لم تبدأ بعد، قال مصدر مصري مطّلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، لقناة القاهرة الإخبارية الحكومية، إن «حماس تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وعدم مشاركتها في إدارة القطاع خلال المرحلة القادمة».

وأضاف أن «اتصالات مصرية مكثفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على جهود إغاثة قطاع غزة وإعماره».

ونقلت «رويترز»، عن مصادر متعددة، أن الرياض تقود جهوداً عربية عاجلة لإيجاد خطة لمستقبل غزة، تتضمن صندوق إعادة إعمار بقيادة دول الخليج قد يطلق عليه اسم «صندوق ترامب لإعادة الإعمار»، واتفاقا لتنحية «حماس» جانباً، ودعم السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع والضفة، وربط أي تسوية سياسية بوقف التوسع الاستيطاني.

إنشاء منطقة عازلة وحاجز فعلي لعرقلة حفر الأنفاق عبر حدود القطاع مع مصر

وقالت المصادر إن 4 مقترحات على الأقل تمت صياغتها بالفعل، لكنّ الخطة المصرية تبدو الأساس للمسعى العربي لطرح بديل لفكرة ترامب، مبينة أنه يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لحكم غزة من دون مشاركة «حماس»، وتعاونا دوليا في إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين، إضافة إلى المُضيّ نحو حل الدولتين.

ووفق المقترح، سيتم إنشاء منطقة عازلة وحاجز فعلي لعرقلة حفر الأنفاق عبر حدود غزة مع مصر. وفور إزالة الأنقاض، سيتم إنشاء 20 منطقة إسكان مؤقت. وستعمل نحو 50 شركة مصرية وأجنبية أخرى من أجل إنجاز ذلك.

وأوضحت المصادر أن ممثلين عن السعودية ومصر والأردن والإمارات والفلسطينيين سيراجعون ويناقشون الخطة بالرياض قبل طرحها في القمة العربية الطارئة بالقاهرة في 27 الجاري.

بدورها، أفادت صحيفة فاينانشال تايمز بأن «وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا يجرون محادثات مع حلفائهم العرب على إعداد خطة عاجلة بشأن غزة لتقديمها بديلا لمقترح ترامب».

وعشية وصوله إلى إسرائيل، أعلن وزير الخارجية الأميركي، مارك روبيو، انفتاح ترامب على مقترحات الدول العربية بشأن مرحلة ما بعد الحرب.

وقال روبيو، الذي سيتوجه إلى السعودية والإمارات أيضاً، «حاليا الاقتراح الوحيد هو اقتراح ترامب ولا يفضلونه. وإذا كان لديهم اقتراح أفضل فقد حان وقت تقديمه».

وفي كلمة أمام القمة الإفريقية الـ 38 بإثيوبيا، قال الرئيس محمود عباس أمس «واهم من يعتقد أن بإمكانه فرض صفقة قرن جديدة، أو تهجير شعبنا والاستيلاء على أي شبر من أرضنا».