وتحل هذا العام مملكة البحرين كضيف شرف على المنتدى، في دلالة رمزية على التوجه الروسي المتزايد نحو الانفتاح على العالم العربي، خاصة في ظل استمرار التوتر مع الغرب منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022. ومن المتوقع أن يشهد الجناح البحريني مشاركة واسعة من المسؤولين ورجال الأعمال، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدولتين.

وكشف السفير الروسي لدى البحرين، أليكسي سكوسيريف، لصحيفة إزفيستيا الروسية، أن حجم التبادل التجاري بين موسكو والمملكة سجل زيادة نسبتها 15% تقريبا خلال الربع الأول من العام الحالي، مشيرا إلى التنامي المطرد لحركة السياحة بين البلدين، بعدما دخلت روسيا ضمن الوجهات الخمس الأكثر شعبية للسياحة الخارجية البحرينية بزيادة نسبتها 8% في العام الماضي. ومنذ عام 2023، بات بإمكان المواطنين البحرينيين استخراج تأشيرة الدخول الإلكترونية إلى روسيا، مما ساهم أيضا في زيادة حركة السياحة.

وفي وقت سابق، أكد مستشار الرئيس الروسي والأمين التنفيذي للجنة المسؤولة عن تنظيم الحدث أنطون كوبياكوف أن الجناح الوطني للبحرين سيصبح مركزا لعرض إمكاناتها الاستثمارية، وإنشاء اتصالات مع الشركاء في قطاع الأعمال، وتبادل الخبرات. وأعرب كوبياكوف عن ثقته في أن تكون نسخة هذا العام من منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي أداة رئيسية لوضع استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن منتدى بطرسبورغ الاقتصادي يقام سنوياً منذ عام 1997 باستثناء عام 2020 الذي شهد تمدد جائحة كورونا حول العالم. ومنذ منتصف العقد الأول من القرن الـ21، بات الرئيس الروسي يشارك في كل دورة له، مما زاد من الأهمية السياسية للحدث، وجعله ساحة لعقد لقاءات على أعلى مستوى.

وفي نسخة العام الماضي من المنتدى، تم التوقيع على صفقات بقيمة تجاوزت 73 مليار دولار، بمشاركة 21 ألف ضيف من 139 دولة. وتشير المؤشرات الحالية إلى أن SPIEF 2025 يسير بخطى ثابتة نحو تحطيم هذه الأرقام، ما يعزز موقع روسيا كمركز ناشئ للحوار الاقتصادي العالمي، رغم العقوبات والتحديات الجيوسياسية.

ويشمل جدول المنتدى لهذا العام سلسلة من الفعاليات الاقتصادية والثقافية، من أبرزها: جناح “أرض الابتكار”: منصة مخصصة لعرض أحدث الابتكارات والتقنيات الروسية، منتديات متخصصة: تناقش قضايا الشركات الصغيرة والمتوسطة، وقضايا الشباب، والصناعات الإبداعية، إلى جانب الأمن الدوائي، مهرجان “مواسم بطرسبورغ” الثقافي: يتضمن عروضاً فنية ورياضية تحتفي بالهوية الروسية والتراث الشعبي. ويعد منصة رئيسية للحوار الاقتصادي والسياسي بين قادة الدول ورجال الأعمال والمستثمرين، ويشهد هذا العام برنامج أعمال ثرياً يتضمن تنظيم منتديات متخصصة في ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة، والصناعات الإبداعية، والأمن الدوائي، إضافة إلى المنتدى الاقتصادي الدولي للشباب تحت عنوان “يوم المستقبل”. ويمتد المعرض المصاحب على مساحة تتجاوز 201 ألف متر مربع، ويتضمن أكثر من 20 حوار أعمال ثنائي، إلى جانب جلسات مخصصة لمنظمة شنغهاي للتعاون، والبريكس، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مما يعكس البعد الدولي المتنامي للمنتدى.