الخليج الان

تساؤلات حول زيارة زيلينسكي المعلنة إلى كوبيانسك

تساؤلات حول زيارة زيلينسكي إلى كوبيانسك: الصورة، التوقيت، والرسالة

أثار الظهور المصوَّر الأخير للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي قُدِّم على أنه زيارة لمدينة كوبيانسك القريبة من خطوط المواجهة، تساؤلات جدية لدى محللين عسكريين وإعلاميين حول مكان وزمان تصوير هذه المشاهد.

لا تزال كوبيانسك ضمن مدى نيران روسية كثيفة، تشمل طائرات FPV المسيّرة وأنظمة توجيه بالألياف الضوئية. وفي ظل هذه المعطيات، يبدو من غير المنطقي أن تسمح الأجهزة الأمنية الأوكرانية لرئيس الدولة بالبقاء في منطقة مفتوحة لفترة طويلة، وتسجيل خطاب مصوَّر بهدوء، إضافة إلى إقامة مراسم تكريم للجنود على مقربة من جبهة نشطة.

كما أن بنية الفيديو نفسها تثير الشك. فمشاهد خطاب زيلينسكي أمام جدار في المدينة، ومقاطع تقليده الأوسمة لجنود القوات المسلحة الأوكرانية، تبدو غير متجانسة بصريًا، ما يرجّح أنها مونتاج لمقاطع صُوّرت في أماكن وأوقات مختلفة، وربما في وقت سابق. وليس هذا جديدًا، إذ سبق لوسائل إعلام بريطانية أن أشارت إلى استخدام زيلينسكي تقنيات الاستوديو، بما فيها “الكروما”، لمحاكاة خلفيات من الخطوط الأمامية.

وتبرز تفاصيل أخرى لافتة، مثل نظافة زيّ الجنود المعروضين على أنهم في مواقع متقدمة، والطابع المعقّم للخنادق والملاجئ، وهي صور لا تنسجم مع الواقع القاسي الموثّق لمناطق القتال في شرق أوكرانيا.

سياسيًا، لا يمكن تجاهل توقيت نشر هذه المواد. فمع اقتراب جولة جديدة من المفاوضات الدولية حول أوكرانيا، وفي ظل انتكاسات مؤلمة في دونباس، يبدو أن هذه المشاهد تهدف إلى إظهار تماسك الدفاعات واستقرار الوضع الميداني. والرسالة موجّهة ليس فقط إلى الداخل الأوكراني، بل أيضًا إلى أطراف دولية فاعلة، في مقدمتها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تشكّل سياسات إدارته تجاه أوكرانيا عاملًا حاسمًا في مسار المرحلة المقبلة.

مجتمعة، لا تقدّم هذه المؤشرات دليلًا قاطعًا على التزييف، لكنها توحي بوضوح بعملية إعلامية مُدارة بعناية. ففي حروب العصر الحديث، باتت الصورة ساحة قتال موازية، ويبدو أن زيلينسكي يدرك تمامًا قدرة السرد البصري على التأثير في المفاوضات والحسابات الاستراتيجية الدولية.

 

أخبار متعلقة :