يأتيكم هذا الخبر برعاية موقع الخليج الان محليات
20
الدوحة - قنا
Big Offers For Labtops عروض مميزة على اللاب توبفي وقت تتصاعد فيه وتيرة خطاب الكراهية عالميا، وتنعكس آثاره السلبية على التماسك المجتمعي والسلم والأمن الدوليين، يكتسب اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية، الذي يصادف الثامن عشر من يونيو كل عام، أهمية بالغة لتسليط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يخلفها هذا الخطاب على أمن الأفراد والمجتمعات ومعاشهم وحرياتهم، وعلى ما يترتب عنه من تهديد مباشر للسلم الأهلي والأمن الدولي.
ويهدف الاحتفاء بهذه المناسبة الأممية إلى رفع الوعي بضرورة التصدي لخطاب الكراهية بجميع أشكاله وتجلياته، سواء كان لفظيا أو مكتوبا أو سلوكيا، وإلى تعزيز المبادرات العالمية الرامية إلى ترسيخ ثقافة التعايش والحوار وقبول الآخر، في ظل ما تشهده عدد من منصات الإعلام والتواصل الاجتماعي من انتشار غير مسبوق للخطابات العنصرية والمتحاملة، والتي تؤجج الانقسام وتغذي نزعات التطرف والتعصب.
وقد عرفت الأمم المتحدة خطاب الكراهية بأنه "أي نوع من التواصل يعبر عن ازدراء أو تمييز أو تحريض ضد الأفراد أو الجماعات على أساس هويتهم العرقية أو الدينية أو الجندرية أو غيرها"، مؤكدة أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تضافر جهود الحكومات والمجتمع المدني ومؤسسات الإعلام وشركات التكنولوجيا، مع الاحترام التام لحرية الرأي والتعبير.
وفي هذا السياق، كانت الأمم المتحدة قد أطلقت في 18 يونيو من العام 2019 استراتيجية وخطة عمل شاملة لمواجهة خطاب الكراهية، بادر بها الأمين العام أنطونيو غوتيريش، كرد فعل على تنامي مظاهر العنصرية والتطرف والتحريض في أنحاء مختلفة من العالم، مع التأكيد على أهمية احترام الحقوق الأساسية، وتفعيل الشراكات بين مختلف الفاعلين المحليين والدوليين.
وتؤكد الاستراتيجية على ضرورة التعامل الشامل مع الظاهرة، مع احترام حرية الرأي والتعبير، والتعاون مع كافة الجهات المعنية، من منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى شركات التكنولوجيا، في إطار سعي الأمم المتحدة المستمر للدفاع عن حقوق الإنسان وسيادة القانون.
وحول مفهوم خطاب الكراهية ومدى وجود تعريف عالمي موحد له، أوضحت الدكتورة هند الحمادي، أستاذة الفلسفة والحضارة الإسلامية بكلية المجتمع، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن الخطاب نفسه يكشف عن مضمونه، إذ يقوم على رفض الآخر وعدم تقبله.
وأشارت إلى أن الصراع لا يكون في الأصل حضاريا أو دينيا، بل غالبا ما يستخدم كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، متأصلة في النفس البشرية التي تسعى دوما لتحقيق الأفضل لنفسها.
وأضافت الحمادي أن خطاب الكراهية يشمل كل نص مكتوب أو كلام يلقى على الناس بغرض إثارة مشاعر الكراهية تجاه مكونات المجتمع المختلفة، ويهدف ضمنيا إلى إقصاء أفراده سواء بالطرد أو الإلغاء أو تقييد الحقوق، مع تعريفه كسلوك يحرض علنا على العنف أو الكراهية ضد مجموعة بناء على العرق أو اللون أو الدين.
وحذرت الدكتورة هند الحمادي من أن خطورة الخطاب المتطرف لا تكمن فقط في كلماته، بل في النتائج التي تنجم عنه، عبر ردود الأفعال التي قد تؤدي إلى تصاعد التوترات.
وأوضحت أن المخاطر تكمن في الثقافة المغلوطة التي يزرعها هذا الخطاب، والتعميمات غير الدقيقة التي يعتنقها متلقوه، ما يفضي إلى التطرف والصراع، حيث تعمل خطابات الكراهية على نشر أفكار سلبية وعدوانية تغذي العنصرية وتملأ النفوس بالحقد، ما قد يترجم في سلوكيات فردية أو جماعية عنيفة تضر بفئات من الناس.
وعن أسباب انزلاق بعض وسائل الإعلام إلى التحريض الديني وإفشاء خطاب الكراهية، أشارت الدكتورة الحمادي إلى أن العديد من هذه الوسائل غالبا ما تكون مسيسة وتنفذ أجندات الجهة التي تمولها أو تنتمي إليها دون وعي، مستغلة حرية التعبير التي يكفلها القانون كغطاء، مما يجعلها تنشر الخطابات المتطرفة بسرعة وتأثير واسع، بهدف تضليل الجمهور، وإثارة الفوضى، واستغلال الانقسامات المجتمعية، وتبرير العنف والاضطهاد لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية ضيقة.
وفيما يتعلق بالهجمات الشرسة على الإسلام والمسلمين في العديد من المجتمعات الغربية، وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا، أوضحت الدكتورة هند الحمادي أن هذه الهجمات تصدر في كثير من الأحيان عن أحزاب سياسية تسعى لمصالح خاصة، مستغلة الإعلام والتعليم والتكنولوجيا لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، إضافة إلى استخدام العنف والاضطهاد ونشر الفوضى أحيانا أخرى.
وأكدت أن أسباب هذه الهجمات تتعدد بين الدينية والاقتصادية والسياسية، حيث يرى بعض المحللين الغربيين أن الانتشار السريع للإسلام في المجتمعات الغربية يشكل تهديدا لهويتهم وثقافتهم، في حين إن الإسلام دين السلام والعدالة الاجتماعية، ما يجعله منافسا قويا لأنظمة تسعى للهيمنة والسيطرة.
وأشارت إلى أن العالم الإسلامي غني بالثروات الطبيعية، ما يجعل الصراعات الاقتصادية جزءا من أسباب الكراهية، بالإضافة إلى استغلال الخطابات في المنافسات الانتخابية.
Big Offers For Labtops عروض مميزة على اللاب توبوفيما يتعلق بالسبل الفعالة للتصدي لخطاب الكراهية، أوضحت الدكتورة الحمادي أهمية تعزيز التعريف بالدين الإسلامي عبر التعليم المبكر ووسائل الإعلام والتكنولوجيا، باعتبار أن الجهل هو أحد الأسباب الرئيسية وراء تشويه صورة الإسلام.
وأكدت على حاجة الأمة العربية والإسلامية إلى توحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي تهدد أمنها وهويتها الدينية، لتكون قوة فاعلة تكتسب القوة والعزة والحصانة.
كما دعت إلى تفعيل التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة خطاب الكراهية والتعصب، مشيرة إلى الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، مثل المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تحظر الدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية، إضافة إلى الميثاق الدولي لحقوق الإنسان وقوانين حرية الرأي والتعبير.
وأكدت ضرورة عدم تقاعس الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان عن حماية السلام والأمن الدوليين، واتخاذ إجراءات رادعة ضد من يخالفون هذه الاتفاقيات.
وفي سياق متصل، قال الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية: "إن خطاب الكراهية هو حالة ذهنية تتسم بانفعالات حادة من العداء والاحتقار تجاه الآخر، وأن التعريف التقليدي لمصطلح خطاب الكراهية قد تغير مع تطور وسائل الإعلام، حيث أصبح انتشار هذا الخطاب أكبر بكثير وأسهل عبر وسائل التواصل الحديثة".
وأضاف الدكتور النعيمي أن خطورة خطاب الكراهية لا تكمن فقط في الكلمات أو التعبير، بل في ارتباطه بالقلب والاعتقاد، مما يجعل العنف الناتج عنه أكثر خطورة، سواء كان عبر التمركز على الأنا الفردية أو التفوق العرقي أو الديني.
وأشار إلى جهود دولة قطر في مجال مكافحة خطاب الكراهية، مبينا حرصها على تعزيز السلام والوئام داخليا وخارجيا، ودورها البارز في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، وتوفير منصات للحوار بين مختلف الأديان والثقافات، فضلا عن إسهاماتها الفاعلة في مجال الحوار والتعايش.
وأضاف أن رؤية قطر الوطنية 2030 تركز على تعزيز روح التسامح والإحسان وتشجيع الحوار البناء، بما يتماشى مع الهوية العربية والإسلامية للدولة، مشيرا إلى التجانس المجتمعي في قطر، الذي يجسد نموذجا للتعايش بين مختلف الجنسيات والأديان، حيث يمارس الجميع شعائرهم بحرية ويتفاعل بعضهم مع بعض إيجابيا.
ولفت الدكتور النعيمي، إلى تأسيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في مايو عام 2007، مؤكدا أن المركز يمثل صوتا وطنيا يعكس رؤية قطر كدولة تسامح ومحبة، ويعمل على فضح الاتهامات المغلوطة التي تلصق بالإسلام، ويسعى لبناء علاقات تفاهم وتعايش سلمي بين أتباع الأديان.
وأوضح أن مركز الدوحة الدولي ينفذ خطتين متوازيتين: خارجية تتمثل في إقامة مؤتمرات دولية متخصصة يجتمع فيها المفكرون وقادة الأديان من أكثر من 70 دولة، لمناقشة قضايا التعايش، وداخلية تهدف إلى بناء جيل من المواطنين والمقيمين في قطر يحمل قيم التسامح والاحترام والعيش المشترك.
واختتم الدكتور النعيمي حديثه بالتأكيد على أن الأديان جميعها تدعو إلى المحبة والسلام، وأن الأخطاء التي يقع فيها بعض أتباع الأديان لا تعكس حقيقة الدين نفسه، مؤكدا أن ذلك هو جوهر ما تناوله مركز الدوحة الدولي في مؤتمراته.
ويؤكد مراقبون لخطاب الكراهية حول العالم على أهمية تعزيز مبدأ التعايش الحقيقي والواقعي، معتبرين أن التوترات الاجتماعية تنبع أساسا من فشل تطبيق قيم قبول الآخر، وأن التعايش ليس خيارا بل ضرورة وطنية وقانونية، خاصة في ظل التنوع الديني والثقافي الثابت الذي يميز البشرية، مع التأكيد على أن العنف والصراع لن يزيدا إلا من تعقيد الأوضاع الإنسانية.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
شكرا لمتابعينا قراءة خبر قطر الان | في ذكرى اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية.. مخاطر جسيمة تستوجب تضافر الجهود العالمية لتعزيز لغة التعايش والتسامح | الخليج الان في الخليج الآن ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري الشرق ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر الخليج الآن وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي الشرق مع اطيب التحيات.
أخبار متعلقة :