وقال الأنصاري خلال مؤتمر صحفي: "إن دولة قطر تؤكد أنها تحتفظ بحق الرد، بما يتوافق والقوانين الدولية، وبما يتناسب وشكل وحجم هذا الهجوم، كما نطمئن الإخوة المواطنين والمقيمين والعالم أجمع، إنه بفضل ومنة من الله عز وجل، وتحت القيادة المباشرة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وبجهود رجال دولة قطر المخلصين في القوات المسلحة القطرية، تم صد هذا الهجوم وإحباطه، حيث تصدت الدفاعات الجوية القطرية للرشقات الصاروخية بنجاح، وبالتالي لم ترصد أي خسائر تذكر".

وأضاف أن "استمرار التصعيد في المنطقة لن ينتج عنه إلا تقويض الأمن والاستقرار، ليس في هذه المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع، فليس من خيار أمام جميع الأطراف، وأمام جميع دول المنطقة، إلا العودة للسبل السلمية، عبر العودة لطاولة المفاوضات، والبحث عن خيار السلام لتحقيقه لشعوبنا جميعا".

ونوه بأن دولة قطر حذرت مرارا وتكرارا من مغبة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، والسلوكيات غير المسؤولة، والتي نرى آثارها اليوم في منطقتنا جمعاء.

وأوضح أنه منذ تصاعد التهديدات تجاه القواعد التي تشهد تواجدا أمريكيا في المنطقة، اتخذت دولة قطر كافة الإجراءات الإحترازية، ما نتج عنه فشل الهجوم الإيراني، وحماية قطر وشعبها من تبعاته.

وقال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية: "نحن نعتبر هذا الهجوم مفاجئا في ظل مواقف دولة قطر، وحرصها على حسن الجوار، وانتهاجها الوساطة لحل الأزمات، فدولة قطر كانت ولا زالت، وستظل ما شاء الله لها أن تظل، مؤمنة بخيار السلام وتحقيقه، ساعية نحو أن تكون نبراسا لهذا السلام عالميا، ولن تردعها أو تثنيها أي ممارسات خاطئة من أي طرف كان، في إطار أي تصعيد في المنطقة، عن أن تكون قوة دافعة للسلام في منطقتنا وفي العالم أجمع".

وأعرب عن شكر دولة قطر وتقديرها لمواقف جميع الدول الشقيقة والصديقة، التي تضامنت مع دولة قطر في إطار هذا الهجوم، منوها بأن هذه الوقفة هي وقفة مشرفة بلا شك في ظل ما تعرضت له دولة قطر.

وأكد أن الوضع الآن في الدولة يسير بشكل طبيعي، وأن الحياة تعود في هذه اللحظات إلى طبيعتها دون أي تهديد يذكر، بعد أن تم صد هذا الهجوم، لافتا إلى أنه في إطار حرص وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على مصلحة الطلبة والطالبات، سيتم تأجيل الامتحانات ليوم واحد فقط، بحيث تعود إلى جدولها الطبيعي /الأربعاء/.

وقال الأنصاري: "إن دولة قطر اليوم هي في أقصى درجات الأمان، إذ يعد التصدي الباسل لهذا الهجوم، دليلا واضحا على أن الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها منذ اليوم الأول لهذه الأزمة، أدت إلى حماية دولة قطر من أي اعتداءات خارجية، أو أي ظروف قد تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار".

وأشار إلى أن دور دولة قطر فيما يتعلق بالسلام الإقليمي والدولي لن تردعه أي ممارسات خاطئة من أي طرف كان، مبينا أن هذه مسألة مرتبطة بـ "العقيدة القطرية في التعامل مع قضايا المنطقة والعالم".

ونوه بأن دولة قطر قامت بأدوار مهمة جدا خلال الأشهر الماضية، سواء في إطار الوساطة بين حركة المقاومة الإسلامية /حماس/ وإسرائيل، أو حتى في الوساطة الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، أو بين إيران وإسرائيل، لافتا إلى أنه في مختلف دول العالم، ستجد هناك أيادي قطرية إيجابية تسعى للوساطة وحل النزاعات بالسبل السلمية.

وأكد مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن هذا الهجوم أو غيره من الممارسات الخاطئة من أشكال التصعيد، يثبت بشكل واضح نجاعة الموقف القطري تجاه حل النزاعات بالسبل السلمية، قائلا بهذا الصدد: "إن التصعيد في المنطقة من مختلف الأطراف، لن ينتج عنه إلا شيء واحد فقط، وهو مزيد من الخطر على أمننا الإقليمي جميعا، وما حدث اليوم يثبت ذلك".

وأضاف أن "دولة قطر بقيادتها الرشيدة، مؤمنة إيمان كامل بأن السلام هو الخيار، وأن قطر هي قاطرة باتجاه تحقيق السلام"، موضحا أن مسألة الرد على الهجوم الإيراني هي مسألة سيادية، وتخضع للنقاش الآن على أعلى المستويات.

ولفت إلى أن التواصل قائم على المستوى السياسي مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، ليس فقط حيال التداعيات في المنطقة، وإنما بشكل عام، مؤكدا أهمية التواصل مع الجانب الأمريكي في إطار وجود القوات الأمريكية في هذه قاعدة العديد، قائلا بهذا السياق: "إن التنسيق مستمر مع السفارة الأمريكية في الدوحة، وكذلك مع الجانب الأمريكي بشكل مباشر".

وأوضح الأنصاري أنه نظرا لجهود دولة قطر في الوساطة، فهناك اتصال مباشر وشبه يومي على أعلى المستويات في الدولة، مع المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية، لضمان أن يكون هناك دفع إيجابي بالأدوار المشتركة بين الجانبين، وخاصة فيما يتعلق بالوساطة.

وقال: "إن المنطقة الآن تتجه إلى مزيد من التصعيد، فيما كانت تعمل دولة قطر ولا زالت وستبقى تعمل عليه، هو ضمان أن يكون هناك نهاية لهذا التصعيد، وحذرنا منذ اليوم الأول لهذه الأزمة، أن هذا التصعيد سيجرنا إلى منعطف إقليمي خطير جدا بالنسبة لنا جميعا، وما حدث اليوم يؤكد هذه المسألة".

وأكد أن التصعيد الذي تشهده المنطقة بدأ بممارسات غير مسؤولة من الجانب الإسرائيلي في المنطقة، سواء في لبنان أو في سوريا أو في اليمن أو في إيران، بجانب الجرائم التي ترتكب في قطاع غزة والضفة الغربية، مبينا أنه" إذا أردنا أن نضع حدا للتصعيد في المنطقة، فإن الخطوة الأولى تكمن في أن نضع حدا لهذه التصرفات غير المسؤولة".

ودعا مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، جميع الأطراف إلى خفض التصعيد بشكل مباشر، مشددا على أن كل أزمات المنطقة والعالم لا تحل إلا على طاولة المفاوضات، ودولة قطر تحمل معها هذه الطاولة أينما ذهبت، معربا عن امتنان دولة قطر لكل من يتعاون معها في إطار هذه الجهود من الدول الشقيقة والصديقة.

وحول العلاقات الخليجية الإيرانية، قال: "نحن كنا مؤمنين ولا زلنا بضرورة العمل بمبدأ حسن الجوار، وهو ما اتسمت به علاقتنا مع الجانب الإيراني، لذلك نحن نستغرب حقيقة ما حدث اليوم، ونرى أن هذا الهجوم مفاجئ في ظل أن قطر عملت بهذا المبدأ منذ اليوم الأول، وكانت إحدى أهم الدول التي خاضت جهود الوساطة بين إيران ومختلف الأطراف الدولية، ودائما ما كانت قطر تدعو إلى حل الخلافات مع إيران بالسبل السلمية". وأضاف أن "هناك علاقات عميقة بين الدولتين والشعبين، ولكن بلا شك أن هذا الهجوم يحتاج إلى جلسة صادقة، ويحتاج كذلك إلى موقف واضح، فيما تبقى مسألة التعامل مع هذا الهجوم وما بعده، متروكة لصناع القرار، والذين يدرسون هذه المسألة على المستوى الوطني".

وتابع: "أن الدور القطري ليس مرتبطا بحدث معين، أو بموقف براغماتي، أو يسعى لتحقيق مصالح قطرية، وإنما الموقف القطري هو إيمان بعقيدة أنزلها الله عز وجل بأن نجنح للسلم، وأن نكون دائما حمائم سلام في هذا العالم، تقود جهود السلام ليس فقط لنا ولمصالحنا، وإنما لكل الشعوب المحبة للسلام في العالم".

وأشار الأنصاري إلى أن هناك العديد من الأمور التي حدثت بالأشهر الأخيرة، والتي استهدفت دولة قطر قطر إعلاميا وسياسيا، مشيرا إلى أن كل ذلك لم يردع دولة قطر ولم يثنيها عن القيام بدورها التاريخي.

من جانبه، قال سعادة اللواء شايق بن سفر الهاجري نائب رئيس الأركان للعمليات المشتركة: "بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، قامت وزارة الدفاع برفع جاهزيتها واستعداداتها للتعامل مع الانعكاسات لهذه الأزمة، وبعد مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في قصف المفاعلات النووية في إيران، وقيام إيران بتهديد القواعد العسكرية في المنطقة، والمتواجدة فيها القوات الأمريكية، قامت القوات المسلحة القطرية بتفعيل جميع خططها لتأمين مجالها الجوي ومياهها الإقليمية والاقتصادية".

وأضاف الهاجري خلال المؤتمر الصحفي: "أنه جرى نشر بطاريات الدفاع الجوي لحماية جميع أجواء الدولة بجميع إتجاهاتها، وكذلك فتح مظلات جوية للمراقبة والحماية الجوية، ونشر السفن الحربية في مياهنا الإقليمية والاقتصادية".

وتابع أنه: "في مساء هذا اليوم، وردت معلومات مؤكدة أن القواعد المتواجد فيها القوات الأمريكية في منطقتنا مستهدفة، ومنها قاعدة العديد الجوية، لذلك قمنا في البداية بإخلاء القوات الأجنبية الموجودة في القاعدة، ثم إخلاء العاملين فيها غير ذوي الحاجة لحمايتهم من تأثير الهجمة المحتملة، ومن ثم بعد تأكيد المعلومات باستهداف هذه القواعد، تم الطلب من هيئة الطيران المدني بإغلاق المجال الجوي، حماية للقادمين والمغادرين من دولة قطر".

وأردف أنه: "في تمام الساعة السابعة والنصف مساء، وردت معلومات من منظومة المراقبة والسيطرة تفيد بأنه قد انطلقت 7 صواريخ من شمال غرب إيران مستهدفة قاعدة العديد الجوية، لذلك تم توجيه بطاريات الدفاع الجوي، وتم التعامل معها في بداية دخولها للمجال الجوي القطري، وتم إسقاط جميع هذه الصواريخ في البحر، قبل أن تصل إلى أرض الدولة".

وبين سعادة نائب رئيس الأركان للعمليات المشتركة، أنه بعد ذلك مباشرة، تم استهداف قاعدة العديد بـ 12 صاروخا، تم إسقاط 11 صاروخا منها في أرض الدولة، فيما سقط صاروخ واحد في قاعدة العديد دون وقوع أي خسائر فيها.

ونوه بأن القوات المسلحة القطرية تطمئن الجميع، مواطنين ومقيمين، وتؤكد أنها على أعلى درجات الاستعداد دائما، لتوفير الأمن والاستقرار لكل مواطن ومقيم على أرض هذه الدولة.

وأشار الهاجري إلى أن وزارة الدفاع تعاملت مع هذه الأزمة منذ يومها الأول، وقامت بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة بدول مجلس التعاون الخليجي، لتبادل المعلومات وتمرير أي إنذار لأي طارئ قد يستجد بسبب تداعيات الأوضاع في المنطقة.

وقال: "أهنئ قواتنا المسلحة، والقيادة المشتركة المكلفة بهذا الواجب على نجاحها"، مؤكدا جاهزية القوات المسلحة القطرية بالاستمرار في تأمين سيادة الدولة الجوية والبحرية والبرية. هذا يعني رسالة لكل مواطن ومقيم".

وأضاف أن "قدراتنا العسكرية التي تجرب اليوم، وصلت لهذا المستوى بفضل الله عز وجل، ودعم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى"، مبينا أن القدرات العسكرية التي استخدمت اليوم، تتناسب مع التصعيد الذي حدث.. "ولكن قواتنا أكبر من ذلك، وقدراتنا أكبر من ذلك".

ونوه سعادة نائب رئيس الأركان للعمليات المشتركة، بمستوى التنسيق والتعاون للعمليات المشتركة من جميع الأجهزة الأمنية، معربا عن فخره بهذا المستوى المهنية العالية.

بدوره، أكد العقيد الدكتور جبر حمود جبر النعيمي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن الوضع الأمني في دولة قطر مستقر بالكامل، وأن جميع الجهات المعنية تعمل بتناغم تام لضمان أمن وسلامة المواطنين والمقيمين والزوار.

وأوضح النعيمي خلال المؤتمر الصحفي، أن وزارة الداخلية اتخذت جميع التدابير الوقائية والاحترازية وفق الخطط المعدة مسبقا للتعامل مع الحالات الطارئة، مشيرا إلى أن العمل جار بالتنسيق المستمر مع الأجهزة الأمنية والدفاعية، بهدف ضمان استمرار الحياة اليومية بشكل طبيعي.

وشدد على ضرورة عدم الانسياق وراء الشائعات أو تداول معلومات غير دقيقة، داعيا الجميع إلى التحلي بالمسؤولية المجتمعية من خلال الامتناع عن نشر أو إعادة تداول أي معلومات غير صادرة عن الجهات الرسمية، والاعتماد فقط على القنوات الرسمية المعتمدة لاستقاء المعلومات.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، تواصل استعداداتها وجاهزيتها التامة لمتابعة المستجدات واتخاذ ما يلزم للحفاظ على أمن وسلامة الجميع، مشيرا إلى أن الجهات المختصة في الدولة تتابع تطورات الأحداث بشكل لحظي، في إطار منظومة أمنية مدروسة تركز على الجاهزية والاستجابة السريعة.

وقال: "تلقينا عدة بلاغات بسقوط بعض الشظايا على مناطق سكنية وتم التعامل معها باستجابة سريعة بالتنسيق مع وزارة الدفاع وقوة الأمن الداخلي /لخويا/، وتسببت هذه الشظايا ببعض الحرائق الصغيرة التي تمت السيطرة عليها، ونؤكد عدم تسجيل أي إصابات، وتم التعامل مع جميع الشظايا باحترافية وسرعة عالية".

وأضاف: "اليوم نتحدث بشفافية كاملة، ونؤكد أن الوضع مطمئن، وأن ما يحدث لا يتعدى كونه ظرفا مؤقتا سينتهي خلال سويعات قليلة، وقد تم التعامل مع جميع المخاطر بسرعة وكفاءة ومهنية عالية، من خلال استجابة فورية وتنسيق محكم بين الجهات المعنية".

ولفت النعيمي إلى أن الأجهزة المختصة تتابع الموقف لحظيا، وتعمل وفق منظومة أمنية متكاملة تضمن أمن وسلامة جميع من يعيشون على أرض دولة قطر.