وكشف التقرير أن قطر تتصدر دول العالم العربي في مهارات التكنولوجيا وعلم البيانات، حيث سجلت نسبة 64% في كلا المجالين، وأظهرت أداء قويا في مهارات الأعمال بنسبة 72%، تأتي هذه البيانات متماشية مع تركيز الدولة على تنمية رأس المال البشري والرقمي في إطار أجندة قطر الرقمية 2030، والتي تهدف إلى تعزيز الكفاءات المهنية بنسبة 10%، وتنمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة تصل إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، بحلول نهاية العقد.

وبحسب التقرير تحتل قطر المرتبة الثالثة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث كفاءة وإتقان المهارات بشكل عام، متقدمة بذلك إلى المرتبة 40 عالميا في عام 2025، بعدما احتلت المرتبة 76 عام 2023 والمرتبة 58 عام 2024، وذلك وفقا لتقرير المهارات العالمية السنوي الصادر عن المنصة، وتعكس هذه القفزة الكبيرة سعي قطر الطموح نحو اعتماد اقتصاد متنوع قائم على المعرفة وبناء قوى عاملة جاهزة لمواكبة متطلبات المستقبل.

واستنادا إلى بيانات صادرة عن مجتمع /كورسيرا/ العالمي الذي يضم أكثر من 170 مليون متعلم، يحدد التقرير مواطن ارتفاع الكفاءات في المواهب، والفجوات التي لا تزال قائمة، والعوامل التي تحفز سلوك المتعلمين في أكثر من 100 دولة.

ويسهم استثمار قطر المتزايد في الذكاء الاصطناعي، باعتباره أولوية وطنية، في تشكيل سلوك المتعلمين واحتياجات أصحاب العمل، وبناء على مجموعة المهارات التي يركز عليها تقرير مستقبل الوظائف 2025، برز الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كأكثر المهارات طلبا من قبل أصحاب العمل، مع ارتفاع معدلات التسجيل لدى المتعلمين في قطر في هذه المجالات بنسبة 145%، وتدعم هذه الزيادة أهداف استراتيجية قطر للذكاء الاصطناعي، وأجندتها الشاملة للتنويع الاقتصادي، لا سيما وأن 41% من الموظفين يعتبرون الذكاء الاصطناعي مسارا أساسيا لإعادة تطوير وصقل المهارات.

وفي هذا السياق، قال قيس الزريبي، المدير العام لشركة /كورسيرا/ في الشرق الأوسط وأفريقيا: "انطلاقا من رؤية واضحة للمستقبل، تعمل قطر على تحويل بنيتها التحتية الرقمية المتطورة إلى محفز للابتكار المدعوم بالذكاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي المستدام. ويؤكد تقرير /كورسيرا/ للمهارات العالمية 2025 التزام قطر بتنمية رأس المال البشري، حيث تعمل على تزويد قواها العاملة بشكل استباقي بالمهارات التقنية المتقدمة ذات الصلة بالوظائف في سوق العمل واللازمة للتميز في العصر الرقمي. ولا شك أن هذا الالتزام من شأنه أن يحفز المزيد من الابتكار، ويرسخ مكانة قطر كدولة إقليمية رائدة في الاقتصاد الرقمي".

ومن بين 10.8 مليون متعلم على منصة /كورسيرا/ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتواجد أكثر من 200 ألف منهم في قطر، بمتوسط أعمار يبلغ 36 عاما، ويستخدم نحو نصف هؤلاء المتعلمين (49%) المنصة عبر الأجهزة المحمولة للوصول إلى المحتوى التعليمي، واليوم، يتعلم 9% من القوى العاملة في قطر بنشاط عبر /كورسيرا/، مما يعكس رؤية الدولة للارتقاء بالكفاءة الرقمية وجاهزية اليد العاملة لمتطلبات المستقبل.

جدير بالذكر، أن /مؤشر نضج الذكاء الاصطناعي/ إضافة جديدة إلى تقرير هذا العام، حيث يقيم مدى جاهزية الدول لتبني الذكاء الاصطناعي من خلال الجمع بين بيانات متعلمي /كورسيرا/ مع مؤشرات خارجية صادرة عن صندوق النقد الدولي (IMF) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، ووفقا لهذا المؤشر، تحتل قطر المرتبة 45 عالميا من بين 109 دول، وبين أفضل خمس دول في المنطقة، مما يبرز إمكانات النمو القوية القائمة على الذكاء الاصطناعي.