يرى أولياء الأمور والمختصون أن رياض الأطفال باتت، في كثير من الأحيان، أقرب إلى «الحضانات» وليست مؤسسات تعليمية فعلية، موضحين أن بعض تلك الرياض تركز بشكل أكبر على الترفيه وإقامة الرحلات مقابل رسوم، وكذلك الأنشطة اللاعلمية، دون خطة تعليمية واضحة تراعي التطور المعرفي والسلوكي للطفل، الأمر الذي ينتج عنه أطفال غير مهيئين لخوض تجربة الصف الأول، سواء من ناحية القراءة والكتابة أو حتى من حيث الانضباط والتفاعل مع المعلم والزملاء.

- د. لطيفة المغيصيب: التعليم في مرحلة الروضة يحتاج لإعداد خاص

قالت الدكتورة لطيفة المغيصيب عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة قطر: إن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى إعداد خاص، حيث إن النوع الغالب لدى بعض رياض الأطفال هو الترفيهي وليس التعليم. وأضافت: إن الأطفال في مرحلة الروضة بحاجة إلى خوض التجربة التعليمية، حيث ينبغي ملامسة الطبيعة والألوان وتفعيل الحواس بشكل أكبر في هذه المرحلة التي تعتبر مرحلة التأسيس لما بعدها من مراحل تعليمية. 

ودعت إلى الحرص في انتقاء المعدين للمنهاج الدراسية في هذه المرحلة المبكرة، حيث ينبغي أن يكونوا متخصصين في علم النفس والتربية، وخاصة الطفولة، لأن الطفولة هي مرحلة تأسيس للمراحل الدراسية التي تليها. وأكدت على أهمية أن يكون التعليم عمليا من خلال الترفيه والرحلات الترفيهية، ويسهم في اكتساب الأطفال مهارات تعليمية، حيث إن التعلم من خلال التطبيق العملي والمباشر من خلال الرحلات الترفيهية يكون أكبر فائدة في مرحلة الروضة. وأوضحت أن جزءا كبيرا يقع على الأهالي الذي من مسؤوليتهم انتقاء رياض الأطفال المناسبة لأبنائهم، بالإضافة إلى الوقوف على البيئة التعليمية داخلها قبل الحاق أبنائهم بها. وطالبت بجود اشراف مباشر من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على العملية التعليمية داخل رياض الأطفال، وكذلك المناهج التعليمية أيضا والتأكد من ملاءمتها لهذه المرحلة.

- محمد الكواري: تفاوت بالجودة التعليمية في رياض الأطفال

انتقد محمد صالح الكواري، غياب الرقابة التربوية المتخصصة عن رياض الأطفال، ما يجعل من السهل أن تتحول هذه المؤسسات إلى مشاريع تجارية أكثر منها تعليمية، موضحا في بعض الحالات، لا يتم الالتزام بالمناهج المعتمدة، ولا توجد معايير واضحة لاختيار الكوادر التربوية المؤهلة، مما يضعف مستوى التعليم ويجعل النتائج بعيدة عن تطلعات الأسر. وأضاف: يلاحظ أن هناك تفاوتا في الجودة بين رياض الأمر الذي يسهم في حدوث فجوة واضحة بين الأطفال عند دخولهم المرحلة الابتدائية، حيث إننا نجد طفلا يجيد القراءة والكتابة بشكل مقبول، ونجد آخر لا يعرف حتى الفرق بين الحروف، بالرغم من التحاقه برياض الأطفال لسنة أو أكثر، وهذا التفاوت يطرح تساؤلات حول مدى وجود معايير موحدة تضمن العدالة في التعليم المبكر لدى رياض الأطفال. واقترح ضرورة توحيد المعايير التعليمية، ووضع برامج واضحة تخضع للرقابة المستمرة، بما يضمن التزام جميع الرياض بخطط تربوية تعليمية تواكب متطلبات المرحلة وتتناسب مع سن الطفل.

- جابر الكبيسي: الروضة أساس للمراحل التعليمية

قال جابر الكبيسي إن رياض الأطفال ليست مرحلة هامشية، بل هي الأساس الذي تبنى عليه باقي المراحل التعليمية، وإن الإهمال في هذه المرحلة قد ينتج عنه مشكلات تعليمية ونفسية لاحقة، يدفع ثمنها الطفل والأسرة والمجتمع، موضحا يجب أن يكون تطوير رياض الأطفال ضمن أولويات السياسات التعليمية، وأن يتم التعامل مع هذه المرحلة بجدية كاملة، تبدأ من التشريعات، ولا تنتهي إلا برؤية واضحة تعلي من قيمة التعليم المبكر، وتضمن لأطفالنا بداية قوية لمسيرتهم الدراسية. وأكد على أهمية تأهيل الكوادر التربوية وتأمين برامج تدريبية متواصلة لمعلمين رياض الأطفال، تركز على المهارات التعليمية والنفسية والسلوكية، وتعزز من قدرتهم على بناء علاقات إيجابية مع الأطفال، وخلق بيئة تعليمية جاذبة وآمنة.

وطالب بتقليل التركيز المبالغ فيه على الأنشطة الترفيهية، ودمجها بطريقة ذكية مع التعليم، بحيث يتعلم الطفل من خلال اللعب، دون أن يكون التعلم مغيبا خلال الرحلات الترفيهية.

- مصطفى عدي: رياض الأطفال اليوم همها الكسب المادي

قال مصطفى عدي إنه في بعض رياض الأطفال نكتشف أن التعليم لم يكن بالمستوى المطلوب، حيث يصعد الطالب إلى المرحلة الابتدائية وتتضح فيها نقاط القصور والضعف، وذلك يعود إلى العملية التعليمية التأسيسية التي حصل عليها الطالب أثناء فترة دراسته في مرحلة الروضة، مما يستدعي تدخلا عاجلا من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، لمراقبة العملية التعليمية والوقوف على المناهج التعليمية في رياض الأطفال. وأضاف: إن رياض الأطفال اليوم همها الكسب المادي من وراء كل طالب، ولا تبحث عن الهدف التعليمي المناسب، خاصة أن الأنشطة والرحلات الترفيهية في تزايد لدى رياض الأطفال والهدف منها الكسب المادي.

- صالح العثماني: ضرورة تحسين المناهج في مرحلة التمهيدي

يرى صالح العثماني أنه من الضروري العمل على تعزيز التواصل بين الروضة وولي الأمر، من خلال تقارير تقييم دورية وجلسات متابعة، تساعد على التعرف على مدى تقدم الطفل، وتحدد ما يحتاجه من دعم سواء في المدرسة أو في المنزل.  أكد على أهمية تحسين المناهج التعليمية، بحيث تكون مبسطة وجذابة وتراعي خصائص النمو، بعيدا عن الحشو أو التكرار، مع توفير وسائل تعليمية حديثة وأدوات إيضاح بصرية محفزة.

ودعا إلى تحسين البيئة الصفية من حيث توفير زوايا تعليمية متنوعة، تسمح للطفل بالاستكشاف والتجريب، وتعزز من حبه للتعلم والانخراط في العملية التعليمية، وتحفزه على التعليم، موضحا ان الاطفال في حال لمسوا تطورهم من الناحية التعليمية يعطيهم ذلك دافعا لمواصلة التعلم والتطور.