قطر الان | انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثاني حول الحرية الدينية وصنع السلام بالدوحة | الخليج الان

واعتبرت المؤتمر خير دليل على أن مشكلات العالم اليوم والصراعات العسكرية والفكرية باتت لا تعرف حدودا، وأن خطر تحدياتها بات يشكل مصدر معاناة وعدم استقرار للعالم أجمع، لافتة في سياق ذي صلة إلى أن صراعات اليوم أصبحت تشمل بلدانا كانت إلى حد قريب تعد بعيدة نسبيا عن المشاكل، حتى أصبح الحديث الآن عن تحديات وتهديدات عابرة للحدود ما يحمل الجميع، كل في موقعه ومكانه، مسؤولية تلك المواجهة ومعالجة أسباب تلك الصراعات.

وأكدت وزير الدولة للتعاون الدولي أن هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات التي تستضيفها الدوحة دائما تأتي وفقا للقناعة الراسخة لدى دولة قطر بأن بناء الأمم يبدأ ببناء الإنسان، وأن هذا البناء لا يكتمل إلا بالحفاظ على روحه وسلامته من الحروب والصراعات، وتأمين حقوقه المشروعة التي أكدت عليها كافة الأديان والمواثيق الدولية.

كما لفتت سعادتها إلى أن المشاركة الدولية والإقليمية الواسعة في المؤتمر والتي أتاحت فرصة مثالية لالتقاء النخبة المتميزة من القادة الدينيين البارزين وكبار المفكرين والأكاديميين المشاركين فيه من شتى أنحاء العالم تدل على المكانة المتميزة التي تحظى بها دولة قطر لديهم، والتي تؤكد دوما موقفها الثابت الداعي للسلام وتحقيق المصالحة بين أطراف الصراعات في جميع أنحاء العالم، واهتمامها أيضا بتحقيق التواصل والحوار وتوفير سبله وآلياته بكل أشكاله ومستوياته للجميع دون استثناء "ما داموا راغبين في إيجاد حلول لإيقاف الصراع ويتطلعون لذلك".

وذكرت سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند أن قطر نظمت في هذا الإطار عشرات الندوات والمؤتمرات وورشات العمل المتعلقة بالمستويين الفكري والتشاوري، من بينها مؤتمرات الحوار بين الأديان وحوار وتحالف الحضارات، معتبرة الحضور الكبير والواسع للمؤتمر حرصا من المشاركين وإيمانهم العميق بقيمهم الدينية ومبادئهم الإنسانية، وبدورهم والمسؤولية التي يحملونها على عاتقهم لتبليغ رسالة المحبة والسلام للعالم بأسره.

وأعربت سعادتها عن تمنياتها في أن تثمر جهود المشاركين في المؤتمر ليخرج بنتائج مفيدة تعين الجميع على مواصلة التكاتف والتعاون الدائم من أجل بناء سلام حقيقي في هذا العالم المتصارع "للأسف"ـ مشددة على ضرورة دراسة الكيفية المثلى لمتابعة تنفيذ التوصيات التي ستصدر عن جلسات المؤتمر الحوارية ليتحقق الهدف والغاية المرجوة التي يطمح إليها الجميع.

ويأتي هذا المؤتمر في ضوء نجاح النسخة السابقة التي عقدت في مايو 2023 تحت عنوان "من الحرية الدينية إلى المسؤولية الدينية: نحو بناء مجتمعات التضامن والإنجاز"، ويتخذ هذا العام خطوة حاسمة نحو تعميق مفهوم المسؤولية الدينية في تحقيق السلام، وذلك في ظل التحديات العالمية الراهنة.

كما يجيء المؤتمر في إطار رسالة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ورؤية دولة قطر في تعزيز الحوار والتفاهم، في وقت تواجه فيه الإنسانية تحديات غير مسبوقة، الأمر الذي يتعين الالتزام الراسخ بتعزيز الحوار والتعايش والاحترام المتبادل.

ويناقش المشاركون الدور المشترك للجماعات الدينية في بناء السلام وتعزيز قيم التفاهم والتسامح في عالم يشهد اضطرابات متزايدة، ودور الأديان في حل النزاعات، وتعزيز السلام، وتحمل المسؤولية الدينية في عالم مليء بالتحديات، وتسليط الضوء على مسؤولية الأديان في نشر قيم السلام والتعاون، فضلا عن مناقشة نماذج ناجحة لحل النزاعات، واستكشاف سبل تعزيز مبادرات السلام وتحليل تحديات بناء السلام، وتسليط الضوء على دور المنظمات الإنسانية في هذا المجال.