الشرق الاوسط الان | بوتين يعرض على الشرع «تعاوناً عملياً»

وذكر الكرملين، في وقت سابق من هذا الشهر، أنه يرغب في رؤية سورية موحدة «يسودها الوئام»، لأن عدم الاستقرار فيها قد يؤثر على منطقة الشرق الأوسط كلها.

وتجري موسكو، التي لها قاعدتان عسكريتان مهمتان في سورية، مفاوضات مع السلطات المؤقتة للحفاظ على وجودها على «المتوسط».

وأفادت تقارير بأن إسرائيل تحاول اقناع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي يقود عملية تقارب غير مسبوقة مع موسكو، بالحفاظ على الوجود الروسي في سورية لموازنة النفوذ التركي المتزايد. وذكرت تقارير تركية أن أنقرة قد تعيّن أحد جنرالاتها مستشارا عسكريا للجيش السوري الجديد.

الى ذلك، أعادت ألمانيا أمس، فتح سفارتها في دمشق المغلقة منذ 2012 إيذانا بعودة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في ظل القيادة الجديدة التي تواجه مشكلات إنسانية وأمنية في سعيها لإعمار البلاد بعد سقوط الأسد.

وأشرفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على استئناف العمليات رسميا في السفارة خلال زيارة للعاصمة السورية هي الثانية لها منذ سقوط النظام السابق.

وتستضيف ألمانيا عددا كبيرا من اللاجئين السوريين منذ العقد الماضي، وأبدت رغبة حذرة في التعامل مع الإدارة السورية الجديدة مع الحث أيضا على احترام حقوق الأقليات.

وقال مصدر في الخارجية الالمانية إن فريقا صغيرا من الدبلوماسيين يتولى إدارة البعثة، على أن تبقى الشؤون القنصلية وطلبات التأشيرات في عهدة السفارة في بيروت، نظرا إلى عدم استقرار الوضع الأمني بشكل كامل.

وأضاف المصدر انه «عقب الإطاحة بالديكتاتور الأسد، تعهدت ألمانيا بدعم الشعب السوري وهو يمضي نحو مستقبل أكثر استقرار»، مضيفا «لألمانيا مصلحة كبيرة في أن تكون سورية مستقرة. على الأرض يمكننا أن نساهم بشكل أفضل بمهمة تحقيق الاستقرار».

وأوضح أنه من خلال الحضور في سورية «يمكننا بناء شبكة علاقات دبلوماسية وبالتالي، من ضمن أمور أخرى، الدفع نحو عملية انتقال سياسي أكثر شمولا تأخذ في الاعتبار مصالح كل المجموعات السكانية» في البلاد.

وشدد المصدر على أنه «بوجود دبلوماسيينا على الأرض، يمكننا أن نعاود الانخراط مجددا في العمل المهم مع المجتمع المدني. ويمكننا أن نتعامل بشكل مباشر وفوري مع أي تطورات سلبية جدية».

في سياق آخر، أفاد مسؤول قضائي لبناني بأن بيروت مستعدّة لتسليم أكثر من 700 سجين سوري من أصل أكثر من ألفين يقبعون في السجون اللبنانية المكتظة، في ملفّ شائك بين البلدين.

وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن «هناك أكثر من 700 سجين سوري يمكن تسليمهم إلى بلادهم» بعد «إنجاز الملفات العائدة للمحكومين والموقوفين السوريين الذي يستوفون شروط تسليمهم».

ويقبع في السجون اللبنانية أكثر من 2100 سجين وموقوف سوري، وفقا لمصدر أمني لبناني من بينهم «1756 سجينا في السجون الرئيسية، بينهم 350 صدرت بحقهم أحكام مبرمة، والباقون ما زالوا قيد المحاكمة»، يضاف إليهم «650 في مراكز التوقيف الموقتة». ويشكّل هؤلاء نسبة 30 في المئة من عدد السجناء في لبنان الذي تعاني سجونه أصلا الاكتظاظ، بحسب المصدر الأمني.

ومن بين السجناء السوريين في لبنان، مئات موقوفون بتهم «إرهاب» والانتماء إلى تنظيمات جهادية وفصائل مسلحة، وأحيلوا على المحكمة العسكرية، ومن بينهم متهمون بشنّ هجمات ضدّ الجيش اللبناني في مناطق حدودية في ذروة النزاع السوري.