البحرين الان | مبادرات البحرين تحافظ على الأمن الوطني في ظل الظروف الإقليمية الراهنة | الخليج الان البحرينية

هذا الخبر يأتيكم برعاية موقع الخليج الان ويتمنى لكم قضاء وقت ممتع في قراة هذا الخبر حمدي عبدالعزيز

استخدام التقنيات المتطورة وتدريب الكوادر الوطنية على إدارة الأزمات بكفاءة

«الداخلية» دشّنت منصة الحماية المدنية لنشر ثقافة السلامة وتعزيز الاستجابة السريعة

انعقاد مجلس الدفاع المدني واللجنة الوطنية لإدارة الطوارئ لمتابعة الموقف

المخزون الغذائي آمن ويغطّي كافة الاحتياجات والاستيراد يضمن توفّر السلع بالسوق

تبنّي مبادرات استراتيجية للأمن الغذائي واستقرار الأسواق أمام الاضطرابات الإقليمية

جاهزية القطاع الصحي للتعامل مع أي طارئ وضمان استمرارية الرعاية الطبية

تواجه المنطقة في الفترة الراهنة ظروفاً إقليمية متغيرة، تستدعي رفع جاهزية الأمن الوطني على مختلف الأصعدة. وفي هذا السياق، تبنت مملكة البحرين نهجاً استباقياً يجمع بين الجاهزية الأمنية والمدنية باستخدام التقنيات الحديثة، وتعزيز الأمن الغذائي واستقرار السوق المحلية، وضمان الرعاية الصحية والرصد البيئي المتواصل، إلى جانب صون السلم الأهلي والتماسك المجتمعي. وترتكز هذه الجهود على تصريحات رسمية حديثة تؤكد حرص المسؤولين على حماية أمن الوطن واستقراره عبر خطط محكمة وإجراءات فعّالة.

وفيما يلي استعراض لهذه المحاور مدعوماً بتصريحات المسؤولين، حول استعدادات البحرين ومبادراتها للحفاظ على الأمن الوطني والسلم الأهلي والمكتسبات الوطنية.

الجاهزية الأمنية والمدنية

تحرص البحرين على تطبيق أعلى معايير الجاهزية الأمنية والمدنية لمواجهة الأزمات والطوارئ. يتضمن ذلك استخدام التقنيات المتطورة وأنظمة الإنذار المبكر، وتدريب الكوادر الوطنية على إدارة الأزمات بكفاءة. وقد دشنت وزارة الداخلية «المنصة الوطنية للحماية المدنية» في نوفمبر 2023 بهدف نشر ثقافة السلامة وتعزيز الوعي بإجراءات الطوارئ وتدريب المتطوعين على الاستجابة السريعة.

وفي يونيو 2025، أكد وزير الداخلية ورئيس مجلس الدفاع المدني الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، تبنّي نهج استباقي في تعزيز جاهزية أجهزة الدولة، مشيراً إلى تفعيل الخطة الوطنية للطوارئ والمركز الوطني لإدارة الطوارئ المدنية لضمان أعلى درجات الكفاءة والاستعداد لمواجهة أي تطورات إقليمية محتملة. وشدّد وزير الداخلية على أن هذه الاستعدادات تأتي في ظل متابعة مستجدات الأوضاع الإقليمية، وأنه تم اتخاذ إجراءات احترازية تشمل انعقاد مجلس الدفاع المدني واللجنة الوطنية لإدارة الطوارئ لمتابعة الموقف أولاً بأول. كما طمأنت الحكومة المواطنين والمقيمين بأن كافة الجهات المعنية مستمرة في اتخاذ كل التدابير اللازمة لحفظ الأمن والاستقرار واستمرارية الخدمات الأساسية تحت أي ظرف.

الأمن الغذائي واستقرار السوق

تبنت البحرين مبادرات استراتيجية لضمان الأمن الغذائي واستقرار الأسواق أمام أي اضطرابات إقليمية. وفي مقدمة هذه المبادرات إطلاق مشروع “المدينة الغذائية” على مساحة مليون متر مربع كأحد أكبر مشروعات الصناعات الغذائية في المملكة. فقد أعلن وزير المالية والاقتصاد الوطني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، في 5 يونيو 2025 تدشين استراتيجية شركة “غذاء” وإطلاق مشروع المدينة الغذائية بالتعاون بين «ممتلكات» وشركة «إدامة»، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز مقومات الأمن الغذائي.

وفي سياق متصل، شددت وزارة الصناعة والتجارة على متابعة استقرار السوق المحلية وتوافر السلع الأساسية. ففي 16 يونيو 2025 عقد وزير الصناعة والتجارة عبدالله فخرو، اجتماعاً مع ممثلي القطاع الغذائي لبحث ضمان انسيابية تدفق السلع واستدامة المخزون الغذائي. وأكد الوزير فخرو خلال الاجتماع أهمية التنسيق المتكامل مع جميع الجهات المعنية لتعزيز جاهزية السوق المحلي والحفاظ على استقرار الأسعار، عبر تطبيق آليات وتدابير تدعم مرونة الأسواق في مواجهة مختلف التطورات، مضيفاً أن السلع الغذائية متوافرة بكميات كافية، ويتم توريدها للأسواق بانسيابية تامة، ومشيداً بوعي المجتمع في التعامل مع المستجدات. ودعا الوزير إلى استقاء المعلومات من المصادر الرسمية وعدم الانجرار وراء أي شائعات، حفاظاً على انتظام عمليات الشراء وعدم حدوث تهافت غير مبرر على السلع.

وقد أكد ممثلو القطاع التجاري من جهتهم توفر جميع السلع «الأساسية والكمالية» بكميات كبيرة في الأسواق المحلية، مما يعكس كفاءة سلاسل الإمداد ومنظومة التخزين والتوزيع في المملكة. وأثمرت هذه الجهود المشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص طمأنة المواطنين والمقيمين بأن المخزون الغذائي والاستراتيجي آمن ويغطي الاحتياجات بشكل كافٍ، مع استمرار حركة الاستيراد والتصدير دون انقطاع بما يضمن ثبات توفر السلع بالأسواق.

الرعاية الصحيةوالرصد البيئي

ضمن خطة التأهب الشاملة، عززت البحرين جاهزية القطاع الصحي للتعامل مع أي طارئ محتمل وضمان استمرارية الرعاية الطبية في جميع الظروف. وأكدت وزارة الصحة الجاهزية العالية للفرق الطبية في جميع المحافظات وتوافر مخزون دوائي استراتيجي يغطي الاحتياجات لفترات ممتدة. كما تم إعداد خطط طوارئ لضمان استمرار خدمات المستشفيات وإمدادات الأدوية والمعدات الطبية دون انقطاع حتى في أسوأ السيناريوهات. هذه التحضيرات تأتي تكاملاً مع الجهود الأمنية والمدنية الأخرى لضمان سلامة المواطنين والمقيمين.

وعلى صعيد الرصد البيئي، فقد أولى المجلس الأعلى للبيئة اهتماماً خاصاً لمراقبة أي تهديدات بيئية ناتجة عن التطورات الإقليمية، لاسيما فيما يتعلق بالإشعاع والتلوث. وفي بيان يوم 22 يونيو الجاري، أكد المجلس الأعلى للبيئة أنه لم يتم تسجيل أي مستويات إشعاعية غير طبيعية في أجواء البحرين، مطمئناً بأن مستويات الإشعاع طبيعية وعملية الرصد البيئي مستمرة على مدار الساعة. ويتم هذا الرصد بالتنسيق مع الجهات الوطنية المختصة، بما فيها مركز إدارة حالات الطوارئ بدول مجلس التعاون والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لرصد مؤشرات الإشعاع ومستوياته بشكل متواصل.

وشدّد المجلس الأعلى للبيئة على أهمية استقاء المعلومات من المصادر الرسمية وتجنب تداول الشائعات، مؤكداً أنه يتابع عن كثب الحالة البيئية عبر محطات رصد منتشرة في مختلف المناطق على مدار الساعة، وسيتم إصدار تحديثات فورية إذا طرأت أي مستجدات. كما تم رفع جاهزية فرق الاستجابة البيئية للتعامل السريع مع أي حالة تلوث أو خطر إشعاعي محتمل حفاظاً على السلامة العامة وصحة السكان.

وهذه الجهود توازيها إجراءات وقائية أخرى تشمل التأكد من سلامة المياه وتوفر مخزون احتياطي آمن لها، بالإضافة إلى جاهزية خطط طوارئ لضمان استمرارية خدمات الكهرباء والاتصالات في مختلف الظروف.