وسلط سلمان الضوء على المعوقات التي قد تحد من قدرة الإنسان على الوصول إلى الحقيقة، سواء كانت ذاتية مثل التحيزات أو الإطار المرجعي المحدود، أو موضوعية كاللغة والإدراك الحسي، مقدمًا قراءات متعددة في كيفية تجاوز هذه المعيقات أو التخفيف من أثرها عبر المساءلة المستمرة والتفكير النقدي والشك المنهجي.

واختتمت المحاضرة بمناقشة أحد أهم الأسئلة التي شغلت الفلاسفة والمفكرين على مر العصور، وهو: هل يمكن للإنسان أن يصل إلى الحقيقة المطلقة؟ أم أن كل ما يدركه لا يتجاوز حدود الواقع النسبي الذي يعيشه؟، حيث طرح سلمان رؤيته الخاصة حول هذا السؤال، مؤكدًا أن البحث عن الحقيقة هو في حد ذاته فعلٌ من أفعال الوعي والحرية، وأن رحلة المعرفة لا تنتهي عند محطة واحدة، بل هي مسار مستمر من التساؤل والتأمل والتجاوز.

وشهدت الأمسية تفاعلًا فكريًا من الحضور، تخلله عدد من المداخلات والأسئلة التي أثرت النقاش وفتحت آفاقًا جديدة للتفكير في قضايا المعرفة والوجود.

وتأتي هذه المحاضرة ضمن البرنامج الثقافي الذي يحرص مركز عبد الرحمن كانو الثقافي على تقديمه، تأكيدًا لدوره الريادي في تعزيز الحوار الثقافي وفتح نوافذ التفكير النقدي أمام الجمهور، ومواكبة القضايا الفكرية والفلسفية المعاصرة.