الارشيف / الخليج الآن / أخبار البحرين

البحرين الان | تجمّع "نسوان الفريج" من البساطة إلى التكلّف | الخليج الان البحرينية

هذا الخبر يأتيكم برعاية موقع الخليج الان ويتمنى لكم قضاء وقت ممتع في قراة هذا الخبر حنان الخلفان

Big Offers For Labtops عروض مميزة على اللاب توب

في الماضي، كانت تجمعات نساء الفريج جزءاً أصيلاً من نسيج الحياة اليومية في المجتمع. كانت هذه اللقاءات عفوية وبسيطة، تقام دون تخطيط مسبق أو تكلف، حيث يجتمّعن لتبادل الأحاديث والقصص، ويتشاركن مشاعرهن وتجاربهن اليومية. كانت فناجين القهوة وأطباق الحلويات البسيطة، التي تُعد بلمسات منزلية، حاضرة دائماً، وكانت اللقاءات تشكّل متنفساً حقيقياً للنساء ومصدراً لتعزيز العلاقات الاجتماعية والجيرة الحميمة.

واليوم، فجأة، صرنا نسمع عن تجمعات نسائية جديدة، "بس هالمرة غير، صرنا، وكأننا نقول: ما نرضى بشيء بسيط مثل أول، لازم كل شيء يكون مرتب وعلى مستوى". وتغيّر نمط حياتنا، بدأت هذه التجمّعات تختفي تدريجياً. التحولات الاقتصادية والاجتماعية، وزيادة مشاغل الحياة اليومية، بالإضافة إلى الانتقال إلى المجمعات السكنية الحديثة، كلها عوامل ساهمت في تقليص مساحة هذه التجمّعات البسيطة. ومع اختفاء هذه الظاهرة، برز فراغ اجتماعي ترك أثره على العلاقات بين الجيران وأفراد المجتمع.

وعند تصفحي لإحدى وسائل التواصل الاجتماعي، رأيت أن بعض النساء بدأت في إعادة إحياء هذه العادة، ولكن بأسلوب جديد مختلف تماماً عن بساطة الماضي. تبدو هذه التجمّعات اليوم وكأنها تعبير عن روح حديثة تجمع بين التراث والتطور في المنازل الإسكانية الحديثة، أخذت التجمّعات طابعاً منظماً ومخططاً بدقة. لم تعد فناجين القهوة البسيطة وأطباق الحلوى المصنوعة يدوياً كافية، بل أصبح من الضروري أن تكون الطاولات مزينة بأرقى الأواني والديكورات، وأن تكون الأطباق متقنة ومحضرة بطريقة تلفت الأنظار.

الفرق الكبير بين الأمس واليوم هو أن هذه التجمعات القديمة كانت للراحة والتواصل، أما تجمعات اليوم، وكأنها صارت معرضاً للتفاخر والظهور، ممكن يكون السبب وسائل التواصل الاجتماعي، الذي جعل الكل يحس عليه أن يثبت نفسه أمام الناس. البعض يقول: "التجمّعات الحين مو بس عشان الناس اللي يحضرون، حتى اللي يشوفون الصور لازم ينبهرون!".

Big Offers For Labtops عروض مميزة على اللاب توب

أثار هذا التحول تساؤلات: هل هي رغبة حقيقية في استعادة روح الجيرة، أم مجرد انعكاس لمظاهر الترف والتفاخر؟، أم أنها تعبّر عن نقص أو ضعف الثقة في النفس، لذلك نعوضها في هذه البهرجة والمظاهر الكذابة، بالنسبة للكثيرين، تبدو التجمّعات الحديثة فاقدة لروح العفوية والبساطة التي كانت سائدة في الماضي. فما كان يحدث بشكل تلقائي أصبح اليوم مكلفاً ومعقداً، ما قد يضع حاجزاً أمام بعض النساء للمشاركة أو الاستمتاع الحقيقي بهذه اللقاءات.

ورغم ذلك، فإن هذه الظاهرة قد تحمل في طياتها جانباً إيجابياً. إعادة إحياء تجمّعات نساء الفريج، ولو بشكل مختلف، تشير إلى رغبة في تعزيز التواصل الاجتماعي والعودة إلى القيم التي كانت تجمع بين أفراد المجتمع. ربما تكون هذه التجمّعات الحديثة محاولة لإيجاد صيغة جديدة للتواصل تناسب العصر الحديث، مع الاحتفاظ بجوهر العلاقات الاجتماعية وروح الألفة.

التحدي الحقيقي يكمن في كيفية تحقيق توازن بين الماضي والحاضر، بين البساطة والحداثة. هل يمكن للنساء إعادة إحياء هذه التجمّعات بروحها الأصيلة، مع لمسات عصرية لا تقتل العفوية؟ أم أن هذا التحول يعكس فقط تغير الأولويات والقيم في المجتمع؟

وبصراحة.. تبقى هذه التجمّعات مرآة للتغيرات الاجتماعية والثقافية التي يمر بها المجتمع، وتطرح أسئلة عن طبيعة العلاقات الإنسانية في زمن تطغى عليه المظاهر والطابع الاستهلاكي والرغبة في الظهور. "في النهاية، ما يجمعنا هو الروح الحقيقية لهذه اللقاءات، وليس ما يحيط بها من زينة ومظاهر".

شكرا لمتابعينا قراءة خبر البحرين الان | تجمّع "نسوان الفريج" من البساطة إلى التكلّف | الخليج الان البحرينية في الخليج الآن ونحيطكم علما بان محتوي هذا الخبر تم كتابته بواسطة محرري الوطن البحرينية ولا يعبر اطلاقا عن وجهة نظر الخليج الآن وانما تم نقله بالكامل كما هو، ويمكنك قراءة الخبر من المصدر الاساسي له من الرابط التالي الوطن البحرينية مع اطيب التحيات.

قد تقرأ أيضا